سر النجاح الاجتماعي
كان النبي صلى الله عليه وسلم اجتماعيًّا يعيش مع الناس، ويختلط بهم، ويشاركهم أفراحهم
وأحزانهم، ويساعدهم بنصحه وإرشاده وماله، ويتحمل منهم أذاهم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح لما يفرحهم: فلما تاب الله على كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله
عنه بعد تخلفه عن غزوة تبوك، قال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ [أي: يلمَعُ] وَجْهُهُ مِنَ
السُّرُورِ: (أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ) متفق عليه.
وكان يواسيهم في أحزانهم ومصائبهم: فلَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: (إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قَدْ شُغِلُوا بِشَأنِ مَيِّتِهِمْ؛ فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا). رواه ابن ماجه وحسنه
الألباني.
وكان يفتح لهم أبواب العمل والتكسب: حتى لا يركنوا إلى التسوُّل والاعتماد على الغير، فقال
عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله، فيحتطب على ظهره خير له من
أن يأتي رجلًا، فيسأله أعطاه أو منعه) متفق عليه.
وكان يُنصت إلى الناس، ولا يقاطعهم: فلما جاءه عتبة بن ربيعة، وعرض عليه أمورًا ليترك
الدعوة إلى الله استمع إلى كلامه بإنصات تام، ثم قال له: (أَقَدْ فَرَغْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟).
قَالَ: نَعَمْ.
إن الذي يريد أن يكون اجتماعيًّا فلابد أن يساعد الناس، ويصبر على أذاهم: وقد كان النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذلك، وقد سُئِلَت عَائِشَةُ رضي الله عنها: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ قَاعِدٌ؟
قَالَتْ: " نَعَمْ، بَعْدَ مَا حَطَمَهُ النَّاسُ "رواه مسلم.
كود خصم 15% خاص لزوار المدونة ((ZADB01 ))
رابط كتاب كيف أحوال المصطفى : https://zad-books.com/ar/wANVEK